المفتاح الخامس ـ مفتاح العظمة ـ الانضباط
تكوين 17: 1 ـ 2 "لما كان أبرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر الرب لأبرام وقال له: "أنا الله القدير. سر أمامي وكن كاملاً، فأجعل عهدي بيني وبينك، وأكثرك كثيراً جداً" |
|
كان "إبراهيم" يبلغ التاسعة والتسعين حين تلقى تلك الدعوة. وكان "موسى" في الثمانين حين واجه العليقة المشتعلة. يبدو أن الله لا يكون في عجلة من أمره وهو يبني رجالاً ونساءً أتقياءً. فهو يهتم أكثر ببناء شخصياتنا عن توفير سبل الراحة لنا. ثلاث كلمات أعطيت لـ"إبراهيم" حين تسلم دعوته خلال رحلة إيمانه: شركة "سر أمامي"، استقامة "وكن كاملاً"، وتأثير "وأكثرك كثيراً جداً". هذه المفاهيم الثلاثة ممكن أن تتلخص في كلمة واحدة: الانضباط. الانضباط في علاقتنا مع الله، والانضباط في حياتنا أمام الإنسان والانضباط في تأثيرنا على المجتمع. هل من الممكن أن حياتنا المنضبطة تنقذنا من الجحيم؟ كلمة الله واضحة في هذا الأمر: نحن مخلّصون بالنعمة، محبة الله المجانية التي لا نستحقها. لا يمكننا اكتساب النعمة أو الرحمة أو الغفران، فكلها عطايا مجانية. لكن الحرية في المسيح ممكن أن تؤدي إلى حياة سهلة وهنا تصبح الحياة المنضبطة مفتاحاً هاماً في رحلة الإيمان. الانضباط عبارة عن سلسلة من الأعمال تقود إلى هدف أسمى من الراحة الشخصية. الشخص المنضبط هو من وضع هدفاً وهو مستعد لتحقيق ذلك الهدف على حساب راحته أو راحتها الشخصية المباشرة. يقول الكتاب المقدس إننا مخلّصون بالنعمة لكننا سنُدان بحسب أعمالنا. في رؤيا 20: 12 يقول بوضوح "ورأيت الأموات صغاراً وكباراً واقفين أمام الله، وانفتحت أسفار، وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة، ودِين الأموات ممّا هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم". رحلة الإيمان تتطلب حياة التكريس والالتزام ومحبة الآخر، ممّا يقودك إلى هدف أعظم أي الثبات حتى النهاية. وهذا يستلزم أن تدرّب نفسك على قواعد سلوكية معينة، صارمة ويومية. الحياة المنضبطة تساعدنا على اكتساب الاستقامة وقوة التحمل، صفتان بحاجة إلى الثبات حتى النهاية. |
|
الأخ "تيموثي" قائد محبوب في مصر واختبر لوعة الاضطهاد. تعرضت حياته عدة مرات للهجوم الإرهابي وكثرت الضغوط عليه جداً. عندما سألنا الأخ "تيموثي" عن احتياجاته الشخصية لنرفعها في صلاة من أجله اغرورقت عيناه بالدموع وقال: "صلوا لأجل النفوس في مصر ليأتوا لمعرفة الرب يسوع". كان هذا هو احتياجه الشخصي الوحيد. لم يطلب النقمة من أعدائه أو حياة آمنة، لكن حياة الانضباط في شركته مع الله أدّت إلى حياة الانضباط والاستقامة أمام الناس. هذا قاده إلى طلب نعمة الله المخلصة في تأثيره على الآخرين. |
|
"هذا الانضباط الذي يُقوّم لهفة العواطف العالمية، والذي يقوي القلب بمبادىء فاضلة، والذي ينير الذهن بمعرفة صالحة ويزودها بما يسعدها من الداخل، يؤدي إلى الفرح الحقيقي أكثر من كل ما يمكننا تحقيقه من خيرات في المستقبل" روبرت بريدجز |
|
يا رب، رغبة قلبي أن أسلك بكمال أمامك وأمام الناس في رحلة إيماني. قوّني في محاولاتي لتدريب نفسي على الاستقامة لأجل مجدك. |