العقبة السابعة ـ الخزي
مزمور 25: 2 "يا إلهي عليك توكّلت. فلا تدعني أخزى.لا تُشمِت بي أعدائي" رومية 10: 11 "لأن الكتاب يقول كل من يؤمن به لا يخزى" |
|
إنّ مفاهيم مثل الشرف والعار كثيراً ما تصبح مثل البوصلة في حياتنا تُحدِّد مسارنا واتّجاهنا. لو قبلتَ المسيح كمخلّص لك في مجتمع يكون فيه هذا القرار مصدراً للخزي لك ولعائلتك، فقد يصبح هذا الأمر أكبر عقبة أمامك لا بدّ أن تفكر فيها. تكلّم "رونالد موللر" في كتابه Honor & Shame عن ثلاثة أحجار تشكّل الآراء السائدة في كل مجتمع، وهي الخوف والخزي والشعور بالذَّنْب. يسعى الإنسان ـ في كل حالة منها ـ إلى تحقيق عكسها حتى يصبح العنصر المحرّك فيها إيجابيّاً: القوة للخوف، الشرف للخزي، البراءة للشعور بالذَّنْب. لاحَظَ "موللر" أنّ أغلب الحالات مبنيّة على الشعور بالخزي، وأن العالم الغربي يقوم أساساً على الشعور بالذَّنْب، وأنّ الديانات والثقافات البدائية كالقبائل الأفريقية تقوم على الشعور بالخوف في المقام الأول. نحافظ عادة في المجتمعات الغربية على مفاهيم الصواب والخطأ وندين أغلب أعمالنا سواء بالذَّنْب أو بالبراءة. لكن لو كنت من خلفية تحدد نظرتك للعالم أمور مثل الشرف والعار والثأر، فستشعر بالخزي لعجزك عن مسايرة هذا النظام السائد حولك، وستعاني من عواقب شهادتك للمسيح، سواء كانت علنيّة أو سريّة. وقد تعاني من عقبات ثأر ما أو إغراء معين لاسترداد كرامتك بانكار المسيح. وربما يصبح هذا الأمر عقبة ضخمة تقابلك في رحلة إيمانك الجديد حيث لا نجد كرامتنا في الإنسان بل في المسيح. الشعور بالخزي دخل جنة عدن من خلال آدم وحواء. فقد قطعا علاقتهما بالله وشعرا بالخزي. يتكرر هذا الموضوع كثيراً على صفحات الكتاب المقدس. لكن صليب المسيح عقد الصلح بيننا وبين الله وأزال الخزي. حين تواجه عقبة الخزي بسبب إيمانك بالمسيح، فاعلم وآمن أن هذا يُعَدُّ شرفاً، لأن علاقتك مع الله أُعيدت ولم تعد متّهَماً بالعار والخزي. احترس!، غيّر رأيك أو نظرتك العالمية. الكرامة لا تعني عدم الشعور بالعار، بل وجود المسيح في حياتك. الردّ على الخزي هو الإيمان. ضع ثقتك في الرب، وابحث عن شرفك في الصليب وفي مخلّصٍ مات ليُصحّح موقفك أمام الله الآب. من يؤمن بالرب لن يخزى. |
|
كتبت فتاة صغيرة من الشرق الأوسط ما يلي: "إنني أدعوك يا رب علانية كما يدعو العبد سيده. أقول أمام الناس: "يا إلهي" لكن حين أكون وحدي أقول "يا حبيبي". لو كنتُ أعبدك يا رب لخوفي من نار الجحيم فدعني أحترق فيها، ولو أنّي أعبدك طمعاً في الجنّة فأخرجني منها. لكن لو أنّي أعبدك لشخصك فلا تحرمني من رؤية جمالك الأبدي. لا أريد منك هذا العالم أو العالم الآتي. أنت تكفيني". |
|
" نشعر بالخزي بسبب الأشياء التي نختار أن نعملها، لا بسبب الظروف التي تضعنا الحياة فيها رغماً عنّا" آن باتشيت |
|
أشكرك يا رب على ردّ كرامتي أمام الله الآب. ساعدني على تقدير هذا الامتياز فأنا لا أُبالي بالعار الذي يتّهمني مجتمعي به. أؤمن بك يا رب. |