النّصيحة الرّابعة ـ لا تشكّ: أَطِعْ
1 صموئيل 12: 15 "وإنْ لم تسمعوا صوت الرّبّ بل عَصَيتم قول الرّبّ تكُنْ يَدُ الرّبّ عليكم كما على آبائكم". |
|
الكلمة اليونانيّة المقابلة للعصيان هي apeitheo، وتعني "عدم إيمان مُتَعَمّد وعنيد". تقدّم هذه التّرجمة بُعداً آخر لعدم الإيمان بالمعنى الكتابي. فوفقاً لكلمة الله المعنى النّقيض للطّاعة لن يكون العصيان بل عدم الإيمان أو التّمرّد ضدّ الله، والله يأخذ التّمرّد بصورة جديّة للغاية، لدرجة تكفي أن يسمح لبني إسرائيل، شعبه المختار، بقضاء 40 سنة في البريّة. لا يُقصَد برحلة الإيمان السّفر وِفقاً لِهَوانا، إنّها تقوم على الطّاعة. من المهمّ أن يتذكّر المؤمن أنّه بالرغم من أنّ الطّاعة هي خَيار له الحقّ فيه، إلاّ أنّ مُلزَمٌ باختيارها لأنّ عواقب العصيان وخيمة. هناك أمثلة عديدة في الكتاب المقدّس تبيِّن الصّراع بين ما ينتظره الله منّا وبين أعمال الإنسان. نقرأ في مزمور 78: 10 و40 أنّ العصيان يثير غضب الله كما يُفقدنا البَرَكات المُذخرة لنا (يشوع 5: 6) ويتسبّب في صبّ لعنة الله علينا (تثنية 11: 28). لكن عندما يدعونا الله لا بدّ أن تستند استجابتنا على الطّاعة وليس على الخوف. إنّنا نسعى إلى إطاعة الرّبّ ليس بسبب الخوف من نتائج التّمرّد، بل بسبب محبّتنا للمسيح. فعل الطّاعة المُتَعَمَّد يعني الخوف من التّسبُّب في إحزان أب محبّ كما يجب أن يفعل أي ابن صالح. فرح وثمر الطّاعة يفوقان بكثير الخوف من التّمرّد. كم مرّة أنكر "إبراهيم" أنّ "سارة" زوجته لمّا ذهبا لشعب غريب؟ أظهر "إبراهيم" تمرّده عندما كشف عن عدم إيمانه بأنّ الله سيعطيه وريثاً، لكن كلمة الله تقول إنّ كلّ الشّعوب تباركت لأنّ "إبراهيم" أطاع الله. الطّاعة هي العنصر الأساسي في إرضاء الله لمواصلة رحلة الإيمان. ثمار الطّاعة ستكون على مرأى من الجميع وسوف يستمتع بها الجميع. خذ هذه النّصيحة بصورة جديّة. لا تدع رحلتك تطول في البريّة حتّى تصل 40 سنة أُخرى. الطّاعة المُؤجَّلَة هي عصيان والعصيان عدم إيمان وعدم الإيمان تمرّد. التّمرّد يُحزِن قلب الله، ورغم أنّ العواقب ستكون قاسية فإنّ الشّركة المُتقطِّعة ستفوق الشّدائد ـ التي ستلي ذلك ـ وزناً. |
|
سافرنا ذات مرّة في رحلة سياحيّة إلى جنوب شرق آسيا وحقائبنا مكدّسة بالكتب المقدّسة. وعند عودتنا كتبت ابنتنا الصّغيرة "هيلجا" ما يلي: "أدركت من جديد قوّة تأثير التّشجيع وبالرّغم من أنّي أجد نفسي أحياناً غير قادرة على تشجيع المحيطين بي، فإنّ روح الله يمكنه عمل ذلك من خلالي. كنتُ على استعداد في كثير من الأحيان لأنْ أُشجّع إخوتي وأخواتي بكلام يلمسهم لكنّي كنت أكاد أجهش بالبكاء بمجرّد النّظر إلى وجوههم والإحساس بحضور الله فيهم ومعهم. لم أجد ما أقول وشعرت بعدم أهميّتي لكنّي أعرف أنّ ما يُحدث فرقاً ليس كلامي بل روح ومحبّة الله اللذان يسكنان فيّ. أتمنّى أن يكون باستطاعتي أن أَصِفَ لكم وجوه القسس بعدما فتحوا الحقائب ووجدوا الكتب المقدّسة بداخلها. كلّ الأطعمة اللذيذة والتّضحيات المبذولة طوال العام لتوفير أموال الرّحلة، وساعات السّفر الطّويلة ... بماذا يمكنني أن أضحّي بأكثر من ذلك لأرى هذا مرّة أُخرى؟ لماذا لا يمتلكون كتب مقدّسة كافية؟ ألا يوجد هناك شيء آخر أعمله لأُحوّل تلك الفرحة البسيطة إلى ينبوع فائض؟ حاشا لله أن يمرّ يوم في حياتي بدون أن أقرأ كتابي المقدّس". |
|
"رغبتي الوحيدة الآن هي أن أعيش حياة مُضَحِّية للرّبّ باذلة كلّ صحّتي وطاقتي لأجل تحقيق هذا الهدف". اليزابيث اليوت |
|
يا ربّ، قلبي يَئِنّ ويتألّم لو فكَّرَ أن يُحزنك. لكنّي أعرف قلبي وكيف يتمرّد جسدي في أحيان كثيرة ضدّ روحي. ساعدني يا ربّ أن أفهم السّرّ الذي تنبع منه الطّاعة الحقيقيّة، وأَعِنّي على حمل الصّليب وعلى رؤية فعل الطّاعة التي سمّرت تمرّدي على صليب خشبي. |