الانفجار العظيم Big Bang وبداية الكون
هل يتعارض مع المسيحية؟
يقول العلماء "إن اكتشاف الانفجار العظيم كان من أحد أعظم الاكتشافات العلمية على مر التاريخ، فهو السبب الأول في نشأة الكون، كما أنه أعظم وأقوى انفجار في التاريخ".
نشأ بسبب انفجار شيء بحجم الذرّة أو أصغر منها. هذا الانفجار تمدّد حتى أصبح كبيراً تقريباً بتريليون تريليون ترليون تريليون مرة، وهو مستمر في التمدّد. هذا الانفجار لم يستغرق أكثر من جزء من الثانية.
يخبرنا إينشتين في نظرية النسبية "إنه يمكن تحويل المادة إلى طاقة" ولكن بالنسبة لنشأة الكون كان المدهش هو العكس تماماً فقد تحوّلت الطاقة الصرف إلى مادة كثيفة.
خلق أم انفجار؟
اكتشف إدوين هابل Edwin Hubble عام 1929 فكرة تمدّد الكون المستمرة، وهي أن الكون آخذ في التوسع بالمقدار نفسه في جميع الاتجاهات، وكلّما رجعنا للوراء في الزمن كانت الأشياء أقرب لبعضها مما هي عليه الآن. (تخيل بالوناً مع أزرار ملصقة عليه تكون الأزرار قريبة من بعضها وكلّما تمدّد البالون تتباعد الأزرار عن بعضها).
إذاً عند نقطة ما في الماضي القديم المحدود يتقلص الكون كله إلى نقطة معينة تسمي "تفرد"، وهي النقطة الأكثر كثافة ومنها بدأ الكون في التوسع عن طريق الانفجار الكبير Bing Bang، والتي تقول "إن الكون بدأ بانفجار ضخم في الفضاء من نقطة التفرد وتناثرت شظايا هذا الانفجار وتكوّن الكون. ويعتبر معظم العلماء هذه هي النظرية الأغلب. وبتقدير حسابات العلماء بداية الكون هي من 15 إلى 20 مليار سنة".
اكتشف مجموعة كبيرة من العلماء في القرن العشرين، مثل جورج لومتر Georges Lemaître وآرثر إدينجتون Arthur Eddington، وجون بارو John Barrow، وفرانك تيبلر Frank Tipler: "إنه بالفعل توجد بداية للكون وأن الكون ليس أزلياً، كما صرّح الكتاب المقدس".
لكن ما سبب نشأة الكون من "التفرد"؟ أو ما هي العوامل التي أدت إلى هذا الانفجار؟
يقول الفليسوف كوينتن سميث Quentin Smith "إنه يستبعد فكرة كون التفرد قد حصل تحت تأثير عملية طبيعية سابقة"، كما يقول السيرآرثر إدينغتون "إننا لا بدّ أن نتفق أن البداية حصلت بشكل خارق للطبيعة".
ويقول ج م ويرسينجر J M Wersinger "إن نموذج الانفجار الكبير على ما يبدو يذعن للفكرة اليهودية المسيحية عن بداية العالم، كما يظهر عليه إنه يدعو إلى حصول فعل خلق خارق".
الكون مضبط بشكل دقيق جداً؟
وجود الكون لا يضمن أن تكون الحياة فيه ممكنة، وهذا دليل على أن الكون مضبوط بشكل دقيق جداً. فوجود حياة يعتمد على توازن دقيق من الثوابت الفيزيائية والكيميائية، وفي حال حدوث أقل خلل في هذه الثوابت سيسقط التوازن ولن توجد الحياة.
- مثال 1: أي تغيير في قوة الجاذبية أو القوة الكهرومغناطيسية (بنسبة جزء واحد فقط من 10 40) يؤثر فى طبيعة وضع الشمس.
- مثال 2: كل نقصان أو زيادة فى سرعة التمدد (بنسبة جزء من مليون مليون عندما كانت حرارة الكون 10 10) يؤدي إما إلى أن يصبح الكون كرة نارية في حال زادت درجة الحرارة وسرعة التمدد، أو أن يمنع تكثيف المجرات إذا قلت درجة الحرارة وسرعة التمدد.
إذاً هناك ما يعرف بالثابت الكوني (نسبة جزء واحد من 10 53) وهو ضروري لوجود حياة في الكون. ولا يلزم فقط ضبط كل كمية بمفردها، لكن أيضاً أن تتبع الكميات المتفرقة نسباً محددة تجاه بعضها بعضاً.
ولذلك من المستحيل أبداً أن يعتمد هذا على الصدفة.
هل خلق الله الإنسان؟
نعم لا يمكن أن يكون كل هذا وليد للصدفة، أو أنه ظهر من تلقاء ذاته ولكن ذلك بالنسبة للكون، أما ظهور الحياة على الأرض فهو أمر مختلف.
ولذلك هذا لا يمنع من أن أطرح أسئلتي المحيرة وأنتقل للسؤال الثاني، هل خلق الله الإنسان؟ أم أن الحياة نشأت على الأرض من تلقاء ذاتها أو عن طريق الصدفة؟ وهل نحن بصورتنا الحالية نتيجة لعمليات طويلة من الارتقاء والتطور ..؟