• ما يقال بغير دليل يُنقَض بغير دليل (كرستوفر هيجنز)
• التخفي وعدم الوجود يتشابهان إلى حدٍّ كبير (ديلوس مكنون)
• الأديان في الواقع أقنعت المؤمنين أن هناك رَجُلاً متخفيّاً يسكن الفضاء (جورج كارلن)
• أنا لست ملحدة .. أنا ببساطة لا أؤمن بشيء لا وجود له؟؟ (وتني براون)
• لا تستطيع أن تقنع المؤمن بأي شيء فإيمانه لا يستند على أدلة وإنما على حاجة ماسة للإيمان (كارل ساغان)
هذه بعض الأقوال لأشهر الملحدين عن حقيقة وجود الله، وفي الواقع قد تكون تساؤلات منطقية لدى عدد كبير من الناس فنتساءل:
- إذا كان الله موجود لماذا لا يُظهِر نفسه للناس؟
- لماذا أؤمن بشيء ليس لدي دليل على وجوده؟
ولكي نكون عمليين، علينا أن نقترب أكثر من هذه الأسئلة، ونفكر فيها بتمعن. فهذا النوع من الأسئلة يحتاج لأن نكون منطقيين وموضوعيين إلى أقصى حد.
ما هي الطريقة المقترحة التي نريد أن يُظهِر الله نفسه من خلالها للناس لكي يتأكدوا أنه موجود؟
فهل يَظهر كل فترة في السماء ويقول أنا هنا أنا موجود؟ (أعتقد أنه قد يُتَّهم وقتها بالنرجسية، أو بأنه يحاول إرهابنا لكي نضطر للاعتراف به وتبعيته)
أَمْ يتكلم بصوت مرتفع فيُسمَع في كل الأرض؟ (قد يُتَّهم وقتها بأنه يُقلِق راحتنا)
أَمْ يتجسد في صورة إنسان؟ (لقد فعل ذلك)
أَمْ يكون إنساناً مثلنا، ولكن يُثبِت أنه مختلف بأن يصنع أشياء لا يقدر البشر على صنعها؟ (لقد فعل ذلك)
أَمْ يُظهِر نفسه لي ويتعامل معي بصفة مباشرة فأتأكد أنه موجود (لقد فعل ذلك كثيراً، كما أنه يفعل ذلك لمن يطلب بصدق)
احتياجات متعددة ولكن الله ثابت
إذا ألقينا هذه الأسئلة على عدد كبير من البشر، سنجد إجابات كثيرة ومتباينة بشكل عجيب. فسنجد عدداً كبيراً جداً يقول: سأؤمن بوجود الله إذا شفى أبي. وآخر سأؤمن به إذا جعلني غنياً. وآخر إذا جعل حياتنا أكثر عدلاً. وآخر سأؤمن به إذا رأيته بعيني ولمسته بيدي. وآخر سأؤمن به إذا أعطاني إجابات منطقية لكل تساؤلاتي. وآخر سيقول نعم لقد أثبت لي أنه موجود ولكن هل هناك حياة ثانية بعد الموت، فما فائدة أني تيقّنت من وجوده ولكنني لن أتمتع بحياة أُخرى بعد الموت.
وإذا تيقّنتُ أن هناك حياة بعد الموت، هل ستكون هذه الحياة تعويضاً عمّا قاسيته في الأرض من فقر وحرمان، أَمْ أن الله سيكون ظالماً وسيتجاوز ذلك؟؟
والبعض سيقول أتمنى أن يكون غير موجود، فوجوده يجعلني أشعر أن هناك من يراقبني، وهذا يقيّد حريّتي.
إمكانية الإجابة على كل شيء غير متاحة في هذا العالم، حتى مع تقدم العلم، فهناك ألغاز كثيرة تحيط بنا ستظل موجودة في هذه الحياة، (فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ ..).
كما أنه علينا تذكر أن احتياجات البشر كثيرة جداً (سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة)، ولكن الله ثابت وقوانينه ثابتة، حتى إذا كانت مختلفة مع رغباتنا.
لقد خلق الروح لكي يتواصل معها (اَللهُ رُوحٌ ..)، ولكن لأننا نعشق المادة فنريد أن يتحول الله (الروح) إلى مادة مثلنا، وهذا غير منطقي.