(أدلّة تاريخيّة 1)
هل كان شخص يسوع المسيح موجوداً حقّاً، أَم أنّ المسيحيّة أسطورة مبنيّة على شخصيّة وهميّة مثل شخصيّة هاري بوتر؟
تُلخِّص إلين جونسون، رئيسة منظمة المُلحدين الأمريكان، وجهة نظر أسطورة المسيح على شاشة تلفزيون سي إن إن في برنامج لارّي كينغ لايف كما يلي:
"لا توجد أيّة ذرّة من الدّلائل العلميّة بأنّه كان يوجد شخص اسمه يسوع المسيح إطلاقاً …
يسوع هو عبارة عن تجميع من الآلهة الأخرى الذين كان لديهم الأصول نفسها، واختبار الموت نفسه مثل الأسطوري يسوع المسيح.
فأجابها مضيف البرنامج وهو في غاية الذّهول: "إذاً أنتِ لا تؤمنين أنه كان هناك يسوع المسيح؟"
فأطلقت جونسون صرختها: "لم يكن هناك .. لا يوجد أيّ دليل علمي أنّ يسوع المسيح قد وُجد على الإطلاق".
هل هناك دليل من خارج الكتاب المقدس يثبت تجسّده؟
للمسيحيّة وضع خاص، فهي ليست ديانة مبنيّة على طقوس وممارسات، ولن تجد ذلك في كلّ العهد الجديد، ولكنّها مبنيّة على شخص المسيح، وعلى حقيقة تجسّده وتعاليمه وموته وقيامته .. فبدونه لا وجود للعقيدة المسيحيّة من الأساس.
ولذلك من حقّنا أن نجد إجابات منطقية لتساؤلاتنا الكبيرة والصّغيرة ..
• فهل هناك وجود لِما يُطلَق عليه لقب يسوع التّاريخي؟ أم أنّ قصّة يسوع المسيح منقولة من أسطورة أو أساطير قديمة تمّ مزجها وتطويرها؟
• ما هو تفسير التّشابه بين قصّة المسيح وكريشنا، وحورس، وبوذا؟
• هل هناك أدلّة أثرية معتَرف بها في الأوساط العلميّة عن حياة وموت وقيامة المسيح؟
• هل هناك دليل علمي على حدوث ظلمة للشّمس وزلزال في لحظة موت المسيح؟
مراجع تاريخيّة (من خارج الكتاب المقدّس) تشهد لتاريخيّة المسيح:
1- كرنيليوس تاسيتوس: Cornelius Tacitus
http://en.wikipedia.org/wiki/Tacitus
وُلد ما بين عامي 52 و53 م وهو مؤرّخ روماني، كان حاكماً لآسيا عام 112 م، وهو زوج ابنة يوليوس أجريكولا حاكم بريطانيا من 80 - 84 م. وقد كتب تاسيتوس عن موت المسيح ووجود المسيحيّين في روما خلال حكم نيرون، قال:
"إنّ كلّ العون الذي يمكن أن يجيء من الإنسان، وكلّ الهبات التي يستطيع أن يمنحها أمير، وكلّ الكفّارات التي يمكن أن تُقدَّم إلى الآلهة، لا يمكن أن تُعفي نيرون من جريمة إحراق روما. ولكن لكي يقضي على هذه الإشاعة اتَّهم الذين يُدْعون مسيحيّين، ظلماً بأنّهم أحرقوا روما، وأوقع عليهم أشدّ العقوبات.
وكان الأغلبيّة يكرهون المسيحيّين. أمّا المسيح - مصدر هذا الاسم - فقد قُتل في عهد الوالي بيلاطس البنطي حاكم اليهوديّة في أثناء سلطنة طيباريوس.
وقد أمكن السّيطرة على خرافته بعض الوقت، لكنّها عادت وانتشرت، لا في اليهوديّة فقط حيث نشأ هذا الشّرّ، لكن في مدينة روما أيضاً".
ويشير تاسيتوس مرّة أُخرى للمسيحيّة عندما يتحدّث عن إحراق هيكل أورشليم عام 70 م.
2- لوسيان: Lucian of Samosata
http://en.wikipedia.org/wiki/Lucian_of_Samosata
وهو من كُتّاب الهجاء اليونانيّين في النّصف الثّاني من القرن الثّاني الميلادي، وقد تحدّث بازدراء عن المسيح والمسيحيّين، ولكنّه لم يفترض أو يشكّك مطلقاً في هذه الحقائق.
يقول لوسيان: "إنّ المسيحيّين كما نعلم يعبدون إلى هذا اليوم رَجُلاً ذا شخصيّة متميّزة، وقد استحدث الطّقوس الجديدة التي يمارسونها والتي كانت عِلَّة صلبه. انظر كيف يعتقد هؤلاء المخدوعون أنّهم خالدون مدى الدّهر، وهو ما يفسّر احتقارهم للموت وبذل الذّات طواعية وهو أمر شائع بينهم، وهم أيضاً يتأثّرون بمُشرِّعهم الأصلي الذي قال لهم إنّهم جميعاً أخوة من اللحظة التي يتحوّلون فيها وينكرون كلّ آلهة اليونان ويعبدون الحكيم المصلوب ويعيشون طبقاً لشرائعه.
وهم يؤمنون بهذه كلّها ممّا يؤدّي بهم إلى احتقار كلّ متعلّقات الدّنيا على حدٍّ سواء .."