يعاني الكثير من الشّباب من ضغط أقرانهم الذين قد لا يقبلونهم لأيّ سبب. ربّما يكون الشّكل أو الشّخصيّة أو بعض السّلوكيّات هم السّبب الذي يدفع ببعض الأقران لرفض رفاقهم وانتقادهم بشدّة وربّما لنبذهم من صداقة الجماعة.
كما يواجه الشّباب أيضاً الرّفض والنقد من بيوتهم ومن الأهل أو الأقارب وفي أغلب الأحيان من المعلِّمين.
باختصار صار الشّعور بالرّفض واحد من الأعداء الذي يتمكّن في العادة من هزيمة الشّباب نتيجةً لانتشار الرّفض والنّقد لهم بشكل مستمرّ ممّن حولهم. الأزمة الحقيقيّة هي أنّ هذا الشّعور بالرّفض ينتج عنه شخصيّة مهزوزة وضعف بالثّقة بالنّفس وفقدان للإحساس بالأمان.
هل تشعر بأنّك مهزوز وقليل الثّقة بنفسك؟ الحقيقة أنّ هذا ليس إلّا انعكاساً لهزيمتك أمام الشّعور بالرّفض. نعم لو كنت تشعر بهذا فقد صار الشّعور بالرّفض الدّاخلي وبعدم القيمة الذّاتيّة هما الحاكمان الأساسيّان لسلوكك ونظرتك لذاتك.
الخبر السّارّ هو أنّ هذه الشّخصيّة المهزوزة المهزومة لها علاج. والعلاج ببساطة شديدة هو تلامُس حُبّ الله الغير مشروط.
عزيزي إنّ مفتاح تمتّعك بحُبّ الله وأبوّته لك هو أيضاً المفتاح الذي يقودك للإحساس بالقبول والأمان.
وبما أنّ الله القدّوس العلي يقبلك كما أنت فعليك أنت أيضًا أن تقبل ذاتك كما هي.
إنّ قبول النّفس والتّصالح مع الذّات من أروع الخبرات التي يمكن أن يمرّ بها الإنسان. إلّا أنّ هذا لا يعني تجاهل تطوير الذّات في الأمور التي نشعر بأنّنا ضعفاء فيها.
علينا أن نقيّم ذواتنا بأمانة وأن نبحث عن نقاط ضعفنا لا لنَدين أنفسنا عليها بل لنطوّر ذواتنا فيها. العمل على تطوير الذّات يمنحنا الثّقة والأمل في أنّنا يمكن أن نتطوّر ويجعلنا نهزم الشّعور الدّاخلي بعدم الأمان ورفض النّفس. صَدِّق أنّ التّغيير ممكن .. صَدِّق أنّ محبة الله ستحاصرك مادمت ممسكاً بيده..
إنّ نقاط قوّتنا من الأسُس التي تُبنى عليها هويّتنا في الحياة. فهي المواهب والقدرات التي وضعها الله في حياتنا والتي تجعلنا نعرف من نحن والتي تقودنا لتمييز قصد الله من حياتنا. هل تعرف نقاط قوّتك؟ وهل تطوّرها وتحتفي بها؟
عزيزي، جميعنا نتعرّض باستمرار لمشاعر الضّعف والهزيمة والتّوتّر.. ولكن معرفة الإله الحقيقي تساعدنا على معرفة ذواتنا الحقيقيّة وليست المشوّهة..
تحميل تطبيق "الإيمان والحياة"