Share

____   يسوع والجزيرة   ____

 

“فنظر إليه يسوع وأحبّه.”

~ إنجيل مرقس ~

 

كلّ أخبار فلسطين حزينة

كلّ يوم دماء ودمار ونساء باكيات

كلّ نشرات الأخبار اتّفقت

أنّ أرض الميعاد أليمة.

فلا فرح فيها

ولا أخبار مريحة.

وكلّ سكانها،

يهودا ومسلمين ونصارى

عربا وعبرانيين وفلاشا

ومهما اختلفت أصولهم

فمع الحزن اتّفقوا

ومع الموت وفي الأخبار المفجعة

انخرطوا.

ومهما علت أسوارهم فلا أمن لهم ولا هم يحزنون.

 

كلّ أخبار فلسطين حزينة

وأنت الطالع من ناصرة فلسطين

والمنتهي في أورشليم،

والقائم لصيّادي الجليل...

أعلمتنا اليوم أنّك تحمل

خبرا مختلفا.

 

مختلف عمّا عوّدتنا نشرات الأخبار

وهذا الفلسطيني الرّيفي الجليلي

يعلن اليوم

خارج إطار النشرات،

وعلى غير صحف اليوم

يعلن أخبارا سارّة.

“فهل يأتي من الجليل شيء صالح؟”

وهل يأتي من فلسطين غير الإنفجارات

والأشلاء والعويل والبكاء؟...

“أورشليم، أورشليم يا قاتلة الأنبياء”

هل منك وفيك رجاء؟

فمن هيرودس قاتل الأطفال الأبرياء

منذ أكثر من ألفي سنة

تعلّم كلّ ورثته نحر الدماء...

 

دماء الأبرياء.

 

واليوم ليس إختلاف،

فعن هيرودس تعلّم بقية الأبناء وتعوّدوا

على مشهد الأشلاء.

 

اللّون الأحمر صار ملازما للأسود

دما وحزنا؛

والأبيض رمز الكفن

محاصر بين خطّان أزرقان متوازيان

لن يلتقيا

 

والأبيض رمز السلام والإستسلام

محاصر بين كفّي زرقة

كزرقة جثث من ماتوا.

علمان اشتركت ألوانهما على معانقة السماء.

واتفقت أنّ أبناء فلسطين

سيظلّون تحت الأرض

فلا مكان فوق الأرض إلاّ لرفرفتهما

بكلّ معانيهما

غير المفرحة.

 

و أنت، أنت

القادم من أحد قبورها

القديمة.

تعلن من القبر، دفع الصخر

وكسر الموت،

وتدعو إليك جميع المتعبين

والثقيلي الأحمال

أن يسمعوا خبرا مختلفا

عن القائم من بين الأموات

بكر القائمين

منهيًا شوكة الموت اللعين

عن الأرض، كلّ الأرض

من فلسطين!!!

 

يسوع، الله، هو هو، يرى ويسمع؛

القادم على سحابة السماء.

رومنسي في زمن الدماء.

مبتسم في زمن البكاء.

فاتح ملكوت السماء.

من فلسطين الحزينة إلى أقاصي الأرض

باسم الآب والإبن والروح القدس

مفتتحا نشرة أخبار سعيدة

لبني البشر.

مهما كان لون البشرة

ومهما اختلفت أديانهم

فلا تعنيه الديانات، ولا إزالة أو إطالة اللحي

ولا الملابس الطويلة أو القصيرة

ولا ما يدخل الفم

ولا تقاليد الشيوخ من قيام وقعود

وصلوات طويلة

باسم الآب والإبن والروح القدس

إله واحد.

للبشر والأرض وطير السماء:

سلام، بدون تنازلات، بدون إنحناء

سلام من فلسطين الحزينة

فرغم سمعتها الكئيبة

جاء منها

العلي

لبني حوّاء.