المسيحية في سوريا
وصلت المسيحية الى سوريا منذ بداية رسالتها، وقد دُعي المؤمنون بالمسيح "مسيحيين" أولاً في سوريا وتحديدا في مدينة أنطاكيا...ومع مرور السنين انتشرت المسيحية في أرجاء سوريا كافة فتوزعوا على مختلف مناطقها في جهاتها الأربع...ويخبرنا لوقا في أعمال الرسل الاصحاح التاسع بأن الرب يسوع ظهر لبولس بينما كان في طريقه الى دمشق بأمر من رؤوساء اليهود، ليقتاد المسيحيين الى فلسطين ليحاكموا في المجامع اليهودية...
ومن على هذه الطريق ارتد بولس من عدو للمسيح والمسيحية الى خادم للرب يسوع وزارع بذور المسيحية بالبشارة بالمسيح وتأسيس الكنائس...ومنذ ذلك التاريخ، صارت المسيحية تكبر وتتوسع في سوريا ومنها تفرعت الى بعض الدول المجاورة كتركيا مثلاً...
إذاً، كان السوريون من أوائل الشعوب التي آمنت بالمسيح واعتنقت الايمان المسيحي وخاصة الآراميون وهم من السوريين الأصليين وكانت لغتهم عريقة وشهيرة وقد تحدث بها المسيح، وكذلك اعتنق الايمان المسيحي قبائل عربية كانت كانت تقطن سوريا كقبيلة الغساسنة التي تواجدت في منطقة حوران جنوب سوريا، وايضا قبيلة بني تغلب حيث كانوا يتركزون في منطقة حلب...
تأسست في سوريا عبر التاريخ مقار مسيحية ذات أهمية كبيرة وكانت تعتبر مراكز يؤمها المؤمنون من مختلف المدن والقرى المسيحية...
مسيحيو سوريا اليوم
بحسب احصاءات سكانية تعود للعام 2005م، فإن المسيحيين في سوريا بمختلف طوائفهم، يشكلون حوالي 10 بالمئة من مجموع المواطنين السوريين اي ما يقارب المليوني مسيحي يتوزعون بالإضافة الى سائر المحافظات السورية، بشكل خاص في وادي النصارى ومدينة دمشق ومحافظة حلب... يتمتع المسيحيون، بشكل عام، في سوريا بهامش كبير من الحرية الدينية، المشروطة، اي أنهم يعيشون إيمانهم ويمارسون شعائرهم في ظل حماية الدولة التي تمنع التبشير تحت طائلة المحاسبة القانونية...
أيضاً يشارك المسيحيون في سوريا في المراكز العليا في مؤسسات الدولة الرسمية (وزراء في الحكومة وأعضاء منتخبين في مجلس الشعب و وضباط رفيعي المستوى في المؤسسة العسكرية وومراكز ادارية عليا في مختلف الإدارات الرسمية الأخرى...