في مدونتي السابقة حدثتكم عن قصة القلمين الصغيرين موضوع الخلاف بين وَلدَي، واختصرها كالتالي: استلم ابني وابنتي هدية من صديق عبارة عن قلمين صغيرين جميلين، فُقد واحد والآخر وجدته ابنتي صباحاً على الطاولة في المطبخ فاحتفظت به، بينما ادعى أخوها أنه له فوقع الخلاف بينهما الى ان بلغنا بوابة المدرسة، حين فتح ابني حقيبته المدرسية فوجد قلمه المفقود...
ومن جهتي، كنت في حيرة من أمري: هل أعاقبهما وأحرمهما من نزهة عطلة الاسبوع أم أعفي عنهما؟
في عصر ذلك اليوم وصلنا إلى المنزل، فباشر ابني بإنهاء دروسه المدرسية باجتهاد غير عادي، ثم نادى والدته وأخبرها بصوت مرتفع أن معلمته نوّهت به اليوم ( تكلم بصوت مرتفع حتى أسمعه)، أما صغيرتي المحبوبة فقد دخلت إلى غرفتها وراحت ترتب ألعابها المبعثرة في أرجاء الغرفة، ثم نادتني :"بابي" تعال قليلاً...توجهت إلى غرفتها فبادرتني قائلةً: "أنظر إلى غرفتي كم هي مرتبة..."، ثم أرتني ورقة عليها رسمة عبارة عن قالب من الحلوى وبجانبه هدايا وتحته عبارة Happy Birthday....وسألتني: "هل تعجبك رسمتي؟...
-وصلتني الرسالة من وَلَدَي...فكل منهما وعلى طريقته يطلب مني عدم تنفيذ العقاب بسبب خلافهما الصباحي الحاد بسبب القلم الصغير...ابني يبدي اجتهادا غير عادي في اليوم الأخير من الأسبوع المدرسي....وابنتي: ترتب ألعابها المبعثرة بغير عادة...والأهم عندها تذكيري بعيد ميلادها المصادف في اليوم التالي...أما أنا فلم أبدِ أية ردة فعل...بل بدوت لهما أني لم أفهم رسالتهما المبطنة، وأني مصر على عدم الخروج في نزهة نهاية الأسبوع...في صباح اليوم التالي، دخلت وزوجتي إلى غرفة ابنتنا نغني لها Happy birthday ، فنظرت إلينا متجهمة الوجه غير عابئة بنا مدعية أنها حزينة...اقتربنا منها وقبلناها وهنّأناها بعيد ميلادها...ثم ناديت ابني وطلبت منه ان يراجع دروسه ويساعد والدته في المنزل ...وأوصيت كل منهما أن لا يزعج أحدهما الآخر...فهم ولدي أنه لا نزهة اليوم بل سيلازمان المنزل...خرجت من المنزل لإنهاء بعض الأعمال الخاصة...وعدت ظهراً ليستقبلني ولداي بعبارة:اسأل ماما كيف كنا اليوم...ساعدناها...لم نزعج بعضنا...راجعنا دروسنا...ووووالخ من أعمال ليست عادية بالنسبة إليهما...ثم حدثتني ابنتي عن صديقتها كيف احتفلت بعيد ميلادها وعن عدد الهدايا التي حصلت عليها...(تستخدم وسيلة أخرى لثنيني عن قراري بالبقاء في المنزل)...الواقع، كنا قد قررنا زوجتي وأنا، أن نبقيهما في المنزل حتى بعد الظهر ثم نخرج في نزهة قصيرة لنحتفل بعيد ميلاد ابنتي...وهكذا، حصل...فبعد ظهر ذلك اليوم، طلبت من ابني وابنتي الاستعداد للخروج دون أن نخبرهما إلى أين...خرجنا من المنزل وفور دخول ابنتي الى السيارة وجدت كيساً على المقعد الخلفي فيه هدية كبيرة، فنظرت إليّ بابتسامة فرح وقالت: "كنت عارفة بدك تجبلي هدية" ثم حضنتني وقبلتني شاكرة...توجهنا إلى مطعم قريب فتناولنا طعام الغداء...ولكن ما زال ينقص شيئاً هاماً بالنسبة لابنتي :"قالب الحلوى"...وكي لا أطيل عليكم...احتفظنا لها بالاحتفال لليوم التالي بعد الكنيسة... رتبنا خطة مع معلمتيها في مدرسة الاحد وفاجأنها بإعداد احتفال لها بمناسبة عيد ميلادها مع رفاقها في الصف...فكانت فرحتها لا توصف...
ولكن، في عصر ذلك اليوم...ماذا جرى يا ترى؟ أحد القلمين مفقود من جديد فاشتعلت الحرب من جديد بينهما حول ملكية القلم الموجود...فما كان من القاضي إلا أن أخذ القلم ورماه في سلة المهملات...فلو لم افعل ذلك لانطبق عليّ المثل الشعبي القائل: "قاضي الأولاد شنق نفسه"....الولد يبقى ولد ولو حكم بلد....