أحيانا كثيرة نرتبك ونتحير بل وتخطر ببالنا أفكار صعبة الاحتمال نتيجة تلقينا معلومةً او إخباراً أو حتى توجيهاً هام من أجل تفادي أخطار قد تقع نتيجة أمر ما. وهذا ما حصل لي بينما كنت على متن طائرة تهم بالاقلاع إذ تقوم مضيفة الطيران بتوجيه إرشادات وتعليمات هامة لركاب الطائرة قبل وخلال اقلاعها وهبوطها أو في حال تعرضها لأخطار معينة قد تؤدي الى تعرض المسافرين على متنها لاخطار كثيرة حتى الموت.
باب الطوارئ:
صدف أني جلست على المقعد بجانب باب الطوارئ. وفي الجانب الآخر صديق لي أيضاً على باب الطوارئ الآخر. وخلفه جلست سيدة شابة مع طفليها. تقدمت مني مضيفة الطيران وحدثتني بصوت منخفض وهي تشير الى باب الطوارئ قائلة لي: لو حدث اي امر خطير يضطرنا للخروج بسرعة من الطائرة، عليك ان تسرع بفتح هذا الباب بأن تسحب هذا الغطاء بقوة نحوك وتفتح الباب. انتبهت السيدة الشابة للموضوع وتقدمت مني وعلى وجهها سمات الخوف والحيرة وقالت لي: ماذا تقول لك مضيفة الطيران؟ ثم أيضاً وجّهت السؤال للمضيفة نفسها: ماذا تقولين له وماذا تطلبين منه؟ أجابتها المضيفة بهدوء وبابتسامة بأنها تعلمني كيفية فتح باب الطوارئ. ارتبكت السيدة وسألت المضيفة: لماذا تطلبين منه ذلك؟ هل الطائرة معرضة للخطر؟ ماذا سيحصل لنا؟ أكدت لها أن هذه مجرد تعليمات ضرورية. وهنا تدخل صديقي قائلا للمضيفة: "من سيتسنى له التفكير أو القدرة على القيام بهذه الاجراءات فيما لو حصل امر خطير للطائرة".
حيرة بعدها سلام:
بعد انصراف المضيفة، التفت نحو السيدة الشابة فرأيتها ما زالت مرتبكة. فطلبت منها أن تهدأ فلن يحصل أي أمر خطير بمشيئة الله. فقالت لي إنها أول مرة تسمع مثل هذه التعليمات على الطائرة، وإنها خائفة. في الواقع مرت ببالي للحظات صور غريبة اربكتني نتيجة تلك التعليمات التي تلقيتها من المضيفة ونتيجة خوف السيدة الشابة. ولكن الحمدلله بعد أن صليت وسلمت الأمر لله لأن منه الحماية والسلامة، اطمأنيت وقلت للسيدة الشابة: لا تخافي فالله معنا. أقعلت الطائرة وهبطت بسلام برعاية وعناية الله له كل المجد.