منذ بداية العام والكلّ ينتظر هذا التّاريخ الذي لن يتكرّر إلّا بعد 100 سنة. التّاريخ هو 12 / 12 / 2012.
يوم أمس كان يوماً مميّزاً في حياة الكثيرين. إذ اختار البعض أن يكون هذا التّاريخ هو يوم زفافهم لأنّه مميّز بـ 12 – 12 – 12 التي فيه. وربّما اختار البعض أن يتزوّج عند دقّات السّاعة 12 أيضاً أي منتصف النّهار كي يضيف إلى المجموعة 12 جديدة.
وكلّ اليوم تقريباً كان الحديث في العمل وفي البيت عن هذا التّاريخ الذي لن يتكرّر نهائيّاً في حياتي على الأقلّ. وفي اللّيل بعد أن نام الجميع، جلست وحدي أفكّر ما هي التّواريخ التي لن تتكرّر في حياتي ثانيةً؟ وعدّدت البعض منها: فكانت اللّائحة كالتّالي:
• يوم ولدت 5 / 11 / ؟؟19
• يوم وفاة والدي 7 / 8 / 1996
• يوم تزوّجت 23 / 7 / 2000
• يوم أعطانا الله أنا وزوجتي إبناً رائعاً 25 / 1 / 2002
هذه الأيّام ليست مميّزة بالتّاريخ، بل بالحدث الذي كان فيها. ولا أزال أنتظر أيّاماً لن تتكرّر ثانية. يوم تخرّج إبني من الجامعة إن شاء الرّبّ وعشنا. ويوم زواج إبني، واليوم الذي سأحمل فيه حفيدي أو حفيدتي لأوّل مرّة بين ذراعيّ، إن سمح لي الله أن أعيش لتلك اللّحظات الرّائعة. وبعد ذلك لا أعرف ماذا أنتظر بعد؟؟
نسيت أن أخبرك بتاريخ هامّ جدّاً غيّر مجرى حياتي بالكامل 13 / 9 / 1996 يوم تكلّمت مع الله بكلّ صدق وسلّمته قلبي وحياتي كي يكون هو القائد والرّاعي والمدبّر والمخلّص والرّبّ والمسيطر على كلّ شيء فيَّ. هذا التّاريخ لن يتكرّر ثانية، يوم مجيد وجميل ورائع. يوم وضعت أمام الله ماضيَّ كي يغفر كلّ الخطايا والسّيّئات التي فيه. وفي ذلك اليوم سلّمته المستقبل بكلّ ما فيه كي يعتني بي ويقودني في كلّ مراحل حياتي. كان هذا اليوم هو البداية، لأنّ مفاعيله لا زالت مستمرّة وستستمرّ لأنّ الله حاضر وبقوّة في كلّ يوم من أيّام حياتي.
أنتظر أن تشاركني بالأيّام الاستثنائيّة التي مررت بها والتي لن تتكرّر ثانيةً.
إلى اللّقاء في مدوّنة أُخرى إن شاء الله. خليل إبراهيم