وتسعى وزارة الثقافة والمراكز الثقافية الأخرى الى تطوير وتحديث القطاع الثقافي والتراثي بمواكبة التطورات العالمية التي تستخدم في ازدهار هذا القطاع وجعله فاعلاً في واقع المجتمع المحلي للبحرين وكذلك بنقل هذا الواقع الى دول عربية وغربية لتعريف الناس على أنماط الحياة العامة في المملكة...كما يعمل هذا القطاع على استقطاب ثقافات أخرى الى داخل البحرين بهدف الانفتاح على ثقافة الآخر واكتساب وتوريد خبرات مشتركة تساهم في تفعيل الثقافة ليس في البحرين فحسب بل في سائر المنطقة العربية وخاصة ان قواسم مشتركة كثيرة تجمع بين ثقافات الدول العربية...
تساهم وسائل الإعلام في البحرين في الترويج للنشاطات الثقافية فتفرد لها فترات وصفحات إعلامية وإعلانية تعلن فيها عن تواريخ هذه المهرجانات ومضامينها...
-أعمال ثقافية
يتجلى ذلك في إقامة مهرجانات دورية وموسمية واهمها مهرجان ربيع الثقافة ومهرجان خريف الثقافة تعدانهما وتنظمانهما لجان مختصة ويتضمنان حلقات ادبية وفكرية وشعبية بالإضافة إلى معارض فنية
وغنائية تحييها فرق محلية وعربية وعالمية، وايضا معارض تراثية تُعرض فيها مكتشفات أثرية وأعمال يدوية وحرفية من صميم المجتمع البحريني المتوارثة عبر التاريخ...ومن الأمثلة على هذه المهرجانات فقد أقيم عام 2009 من اول آذار مارس وحتى منتصف شهر نيسان ابريل، مهرجانٌ ضخم لاقى رواجاً كبيراً ونجاحاً لافتاً بالرغم من بعض الانتقادات التي وُجّهت الى المنظمين من قبل فئات شعبية معينة... واشتمل المهرجان على 34حلقات موسيقية وغنائية وعروض مسرحية محلية وعربية وغربية بالإضافة الى ندوات في الشعر والأدب ولقاءات جوارية ومحاضرات حول مواضيع انسانية ومعارض لمجموعة من الفنون التشكيلية من رسم ونحت وغيرها...وبالرغم من النجاح الذي عرفه هذا المهرجان إلا أن بعض الأصوات عبرت عن عدم رضاها وخاصة في ما يتلعق بالغناء والموسيقى وخاصة الغربية منها...
شارك بإحياء هذا المهرجان ادباء وفنانون وطنيون وعالميون كالفنانة اللبانية ماجدة الرومي والكاتبة والممثلة اللنبانية القديرة نضال الأشقر التي شاركت بمسرحية بعنوان "قدام باب السفارة"...ومن الفنانين المشهورين شارك في المهرجان المغني انجليك كيدجو من بنين، وأونارا بورتندو مطربة كوبا الشهيرة...
كذلك سجل استعراض فرقة مطبخ «نانتا» الكوري في قلعة عراد دهشة وهي مسرحية خيالية فنية قائمة على إيقاع أدوات الطبخ وضجيجه يصدر من الطباخين أثناء عملهم في المطبخ. وبرع العارضون في تحويل أدوات المطبخ إلى وسائل تنتج العديد من الإيقاعات والمؤثرات الصوتية، كما برع الكوريون في فنون استعراضية مستوحاة من الفنون القتالية في إلهام الجمهور بروح الثقافة الكورية.
وضمن العروض المتميزة في مهرجان ربيع الثقافة، قدمت فرقة أوركسترا البربر الوطنية الفرنسية عرضاً بالصالة الثقافية متميزاً في كلماته وألحانه وإيقاعاته ويعكس العرض التراث الموسيقى لعدد من الدول العربية والأجنبية مثل الجزائر والمغرب ومالي والسنغال وفرنسا. وتعرف أوركسترا البربر الوطنية الفرنسية بـ (ONB) وتجمع في سماتها بين العربية والأجنبية، ويمثل أعضاء الفرقة بيئات موسيقية وثقافية متعددة أهمها بلدان المغرب العربي.